هذا الكتاب

الوعي الخاص الذي يحققه أي شعب عن ذاته يتجلى في كل الانتاج االروحي الخاص بذلك الشعب: في علومه وفنونه واخلاقه وعقائده وأيضا في منجزه الفلسفي. لكن الدولة هي الإطار اللازم للتعبير العقلاني عن الوعي الذاتي الخاص بذلك الشعب. وهذا يعني انها تستمد مشروعيتها مما تحققه من خير ورفاه للمجتمع، وما توفره من حقوقٍ مدنيّة فعلية للأفراد. ومن هنا العلاقة المصيرية بينهما. وهذا التلازم في الازدهار بين الدولة والفلسفة يمتلك خصوصية استثنائية في العراق نظرا الى ان ازدهار الفلسفة في بلاد الرافدين اقترن بوجود دولة مزدهرة في فترتين سابقتين على الأقل هما فترة الدولة البابلية وفترة الدولة العباسية. والاعظم ان العلاقة بين الدولة والفلسفة تمتلك في العراق شرعية متجددة، على مستوى التاريخ العالمي، نظرا الى ان كليهما متأصلان في العراق باعتباره مبدعهما الاقدم والاكثر عبقرية في فترات متعددة.