ساعة
وينتثر القلب شظايا
ايتها الحبيبة
لا تنسلّي من بين اصابعي
كطيف ذهبي
فانا سأظلّ احبك
من طرف واحد
ابداً
*
نساء
ومقبرتان
ونهر عنيد هو الله
ايتها المدن الاجنبية
شدّي يديك على عنقي
او ابتعدي عن شفاهي
فلن أشتهيك
ايتها الصخور البنفسجية
تساقطي فوق عمود العالم الفقري
فانا لا زلت
ابحث شارد النظرات عن حبيب ما لا اعرفه
البحار نشيد المنبوذين من الارض
والارض نشيدي ابداً
ايها العمر المفتول الاحزان
ايتها الاسماك الغافية الآن في الروبار
ايتها الاشجار المقطوعة حتى الرقبة
لماذا هو الليل طويل القامة جداً؟
*
صدّقيني
كنت احلم ان اتدلى بين نهديك كالغابة الدافئة
حينما داهمت جسدي رعشة همجية
تمنيت ان احتويك
ولكنني
وجدت يداً منعتني
لأني – أنا القرية ، الطفل – من غير علمي
اهدد امن الحكومة..
مستطيل هو القلب
هكذا قيل لي
وانك حرضت ماء الفرات على الانتحار
سيدّي:
لعلّك اخطأت في الظن
انا القطرة الميتة ..
ايتها السحب ،
الليل
تعالي الى شفتي
الإم تظل الينابيع تحلم بالماء
والمفازات بالقوافل التائهة
والمقاصل بالرؤوس ….
*
انا
نخلة من جنوب العراق
شاركت في الحرب ضد المماليك
في ثورة الزنج ضيعت رأسي
وفي هور الغموكة احترقت جثتي برصاص الحضارة دون ضجيج
وفي 12 /5/71
تدافعت المدن الجبلية تحت ثيابي ، فقبلتها
واعطيت للمرة السادسة
هوية حسن سلوكي للخوذة الواقفة
وفي نشوة ذهبية
منحتني الثلوج بطاقة ترحيبها
فغفوت سنينا
ايتها السوسنة الحالمة بالفراشات
استعدي لآخر جولة موت
فقد غيّر الكون اسنانه الازلية
*
انا الطين اعرف نفسي
واعرفكم
فامنحوني بعض ما تكتمون من الزيف والمفردات الغريبة
مرة كنت طفلاً
اراقب حزن الجداول في الفجر
واركض خلف الفراشات سرّاً
وراء نقاط الحكومة
حينما حاصرتني الرياح
كنت وحدي
بلا شفتين ولا اجنحة
فبكيت طويلاً
حين شاهدت نخلاً يساق الى المقصلة
بتهمة توزيعه النشرات
وشاهدت نخلاً يطارد في الريف
بتهمة تحريضه ضد حرب الشمال
*
انا يا حبيبي
ساعترف الآن بين يديك
انا أمة نائمة
فخبيء ثيابك في جسدي
قبل ان يحرق العسكر الزاحفون القرى
ملاحظتان
في قريتي مالنا مطلق الحق في ان نموت كما نشتهي
ملاحظة ثانية
العصافير ايضاً هنالك في قريتي
لا تغني كما تشتهي
بأمر الملك ….
*
تعود النوارس مثقلة بالحنين
ونحن هنا مثقلون – كذلك – بالحب
تطردنا الطرق الاجنبية للخمر ،
والخمر للحزن ،
والحزن للطرق الاجنبية ثانية …..
*
بلادي:
كتاب عن الدم والشهداء
وبعض القبائل تأكل بعضاً
وبعض الجنود يغوصون في جسدي – الثكنات
تعالي الى شفتي
انا الخاسر الابدي
تعالي اشم بنهديك فجراً طويلاً
ألا حقه في الظلام ، يفرّ
هو الله من شفتي فاض يوماً
فباركته
واعطيته منزلاً تحت جلدي
فانكرني بعد حين …
متى يا حبيبي؟
متى ينتهي الجيش من جثتي
ويتركني لجنوني
*
لن
اهادنكم ،
مطلقاً …
*
هذه مدني
واحدة
كسرّ السلّ اسوارها والنساء
وواحدة
داسها الجيش
وثالثة
مثلي الآن تبحث عن وطن ،
دكّةٍ ،
تستريح عليها .
*
تعود النوارس مثقلة بالحنين لاعشاشها
والزوابع بالرمل
والليل بالطرقات
ونحن بلا شيء
انا البدوي الذي حاصرته الصحارى
تعلمت ان اجعل من رئتي اليابسة
شجراً دائم الاخضرار
كثيراً تلوك الهواجس روحي
فابقى اراقب وحدي شرود المياه
وارسم في الارض لي وطناً
بنهدين مكتنزين
وظفائر ليلية
لماذا تدور الطواحين كل صباح
لماذا الغبار يسد طريقي
فتعالي
تعالي يا هواجس الروح
فقد بعثرتك الرياح على باب بيتي
بساتين من اغنيات
طوقيني بعينيك
فالطرقات
لا يزينها الآن غير صراخي
وبعض وريقات سوسنة جبلية
ذبحت في الظلام
بعد ان صادر الحرس الهمجي بكارتها ..
*
اعيدوا ترتيب الاوضاع
*
اطلق غباري من النافذة
كسرب حمام
اتدلى كبحيرة بين نظرات الشمس
ارتجف
*
تعبت غاليتي
تعبت من مطاردة الغيوم السوداء
من اصطياد الفرائس الضعيفة
من اشجار البلوط المحتشدة في المقابر
من اقراص التخدير
من عبور الحدود
بهوية وباسماء مستعارة
لكنني لم اتعب من انتظارك لحظة تأتين
حمراء الوجنات
تلبسين دمي !
*
اعظم ساعات حزني
حين يكون لي الحق في الاختيار
في هذه المدن البربرية
*
الرياح الرياح
تصهل موغلة في الجوانح
باردة كالصديد
لا صدى
لا رسائل يحملها الليل
لا عطر ريوازة يخبر الرب
عن سر هذا الجنون
الرياح الرياح
تصهل خرساء
كالوهم تعبر
*
مرة اخرى
اتملاك اتياً
يعتلي صمتك الانتظار
يعتليك الغبار
باحثاً عن صحار بلا ازمنة
عن غياهب لم يكسر الله اسوارها
وغابة ارز جديدة
تنكأ في ظلها
قصاحة عشق نسيته
وغيّرت اسماءه كل يوم
في ثنايا الطريق
من جنوب الى آخر
*
بعنفٍ
احبكم
لازلت..
—–
- ناوچليكان، قرية حالمة في كردستان العراق