ننســــــــــــــــــــــــون..

أتملّى رنينَ جسديَ الجديد..
أتملاّهُ جيداً..
أرش كهوفي القديمة بالحرمل،
بالحنّاء،
بقوس قزح..
بشبابيك من إستبرق وورد..
أصغي الى فوضى أدغالي
تتكسّر في ملكوت حيرة عينيك
.. كزقزقة عصافير الجنوب
أتلمس نبض الرمح الأزلي النابت في الرئة
أتلمسه جيّداً
أنا البئرُ، أنا العتيم..
ننسون *
زهرة البراري المخضبة الشفتين بالصمت، بالأسئلة،
برعشة سنابك الروح
تتدلى كسيفٍ يماني، كالموجة من الخصر..
أتحسّس بأناملي مواقع الريبة
أداعب اليدين
ألثم جبهتها بقبلة من لَيلَك..
ننسون
لا مكان للظى، لا مكان للرماد
لا مكان للذاكرة،
لا مكان لشظايا النار المنسية
نن… سوووون
أحفرها على صدري
كغابة بلّور أبيض
كفضاء مفضّض بلون الفرح
كرأس يتلألأ بالتيه، بالصياهيد، بالزمرّد
بالصولجانات المتضادة
أهرب الى داخل الرياح
الى داخل المطر
قارباً مهجوراً
وحيداً كالزوابع، وحيداً كالنار
كشجرة دفلى بلون الصدى، بلون الغبار
أيها الحرير.. أيتها الأعالي.. أيتها الحرائق الجديدة
ها أنذا بين يديك
سنديانة من سلالم لحنِ حُجاز بعيد
وليل بقامة صحراء عارية..
*
كلّ ُ شيء لم يعد ذاته
لم يعد لطعم الوداع طعم..
كلّ ُ شيء لم يعد ذاته ..
والآن،
وبخصب جناح نورس
ورهافة سهم مُطَلسَم
سأمتشق وجودي وأتماهى مع الهواء
لائذاً في دفء إغفاءتك..
                     آذار ٢٠٠٣

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *