الأيام.

حملتنا في رحمِها كالسّلاسلْ
وأرضعتنا مرارةَ المحبّة
وهشاشة القصبْ
الأيامُ، الأيامْ
أوصدت أبوابها بالحجارة
وأعطتنا مهب الريح
وأعطتنا
صهيلاً لأجسادنا
ومنافذَ
وأوديةً سحيقة
فركضنا كالدخان الأبيض
نحو فضاءاتٍ متعالية
ركضنا مطهّمين
بجنونٍ
يقطننا
كالنورْ
*
الأيامُ، الأيامْ
نسيناها نادمين
حين تبادلنا في الهواء الطلق
أنخاب صلصالنا المفتول من بقايا خرائط
وقارات، واسماء بالية
كاتمين عواءنا بين الافلاك..
*
وهذه مفاتيحي بين يديك
وهذه أقفالي
وهذه سواحلي مسيجة بالبياضات
بالرغبات المتناصلة،
الآفلة كالنيازك
بالعراجين
وهذا اليباب
وهذا اليباب
متناثراً
كالرجفة
كالشظية
كالسماوات
كالحجر..
*
الأيامُ، الأيامْ
أمهاتنا الذابلات من الانتظار
في مجاهل الظهيرة
صدفاتنا اللائي نزعننا كالاضلع..
لاطمين
بأجنحتنا
وجوم اليمّ..
فيرجع الصدى..
كأنما يولد من عيوننا الوجود..
*
الأيامُ،
الأيامْ
أقلبها الآن كالسكين بين يدي
كالجمرة
كالرمل
ماضياً
دون أسئلة
في فضائي
ماضياً…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *